كاتب الموضوع: mona salem
عنوان الموضوع: الخيانة الالكترونية
كتب فى: 31/10/2011 14:29:44
الموضوع:
خيانة دوت نت
شيطان في البيوت
السرية والخيال والإثارة...ثلاث صفات تميز الخيانة سواء كانت تقليدية
او الكترونية عبر الشبكة العنكبوتية لتصبح مثلها مثل الأولي لما فيها من انكار وتبرير بل لقدرتها علي تدمير علاقة أي زوجين وبالتالي اصبحت سببا في عدد كبير من حالات الطلاق بما تحمله من ألم وفقدان للثقة ومشاعر سلبية تجاه شريك الحياة.
فالخيانة الزوجية ليست مقتصرة فقط علي الخيانة الجسدية, فهناك الخيانة البصرية من خلال المواقع الإباحية وتبادل الصور والخيانة السمعية عبر الهاتف وغرف الدردشة, والخيانة العقلية عبر الخيال والتفكير في آخر غير شريك العمر.
وبالطبع كل هذا محرم ولا يجوز فهو اولي خطوات الشيطان التي ذكرها أهل العلم لقدرته علي استدراج الإنسان من صغائر الذنوب إلي كبائرها بل و يحمل تهديدا يتسلل متخفيا ليدمر الرباط المقدس حتي طالب عدد كبير من النساء والرجال علي حد سواء بفتوي صريحة بتجريم هذا الأمر, و بتشريع لمعاقبة من يرتكب واقعة الخيانة الإلكترونية. لذا كان هذا التحقيق.
تعرف الخيانة بأنها' إقامة علاقة خارج إطار الزواج', والقصص المرتبطة بتسهيل وسائل الإعلام والإنترنت للخيانة الزوجية لا تنتهي... فمع تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات, كان للخيانة الزوجية نصيب من هذا التطور.. ومع ظهور الإنترنت لم تتوقع أي امرأة أن تتحول هذه الوسيلة الإلكترونية إلي أداة سلبية في أيدي أزواجهن الذين حولوا الإنترنت إلي وسيلة للخيانة; مما أدي إلي إثارة غيرة زوجاتهم. فجلوس الرجال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة المواقع الإباحية, أو الدخول في دردشة.. يثير حفيظة الزوجات, وبالتالي تتحول الإنترنت بالنسبة لهن إلي عدو خطير يهدد حياتهن الزوجية.. وليس الزوج وحده المتهم بممارسة الخيانة الإلكترونية.. لكن الزوجة أيضا في قفص الاتهام. والمشكلة أن هذه الخيانة تتحول إلي نوع من الإدمان كما أن العديد ممن يستخدمون هذه الوسيلة يظنون أنها ليست خيانة بالمعني الحرفي للخيانة.
ويحتل الجنس المركز الأول بين مواضيع البحث علي الإنترنت, ولذا تشير دراسات معهد' هاردنج' إلي وجود أكثر من72000 موقع جنسي علي الإنترنت, وتزيد هذه المواقع بمعدل266 موقعا يوميا, وهذه المواقع وحدها تحقق ربحا قدره بليون دولار سنويا. وتتراوح نسبة من يسقطون في شراك الخيانة الإلكترونية بين22% بين النساء, و37% بين الرجال, بينما حوالي70% من الوقت الذي يقضي علي الإنترنت يصرف في غرف الشات الخاصة بالعلاقات العاطفية والجنسية, ورغم هذا يعتبر54% من الرجال أن هذه العلاقات لا تعتبر خيانة, علي الرغم من وجود دلائل قوية للعلاقة بين الخيانة الإلكترونية والخيانة التقليدية, فالإنسان علي الإنترنت يتحرر من الضبط الاجتماعي الموجود في الواقع, ومع تصاعد قوة الانجذاب والغموض والتفكير في الأخر عبر الإنترنت فأن ذلك سوف يؤدي حتما إلي السقوط في براثن الخيانة التقليدية. يأتي ذلك في حين ان الشريعة الإسلامية أقرت مبادئ السمو بالأخلاق, وأمرت المسلمين بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يكون سببا في الانحراف الأخلاقي أو الديني, وقدمت مبادئ درء المفاسد علي جلب المصالح, يقول الله سبحانه وتعالي' ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن'.
في البداية اوضحت د. امنة نصير, استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر اننا نعيش في حالة تراجع فكري ونفسي واخلاقي مما يجعل من الرجل او المرأة مقدمين علي مثل تلك الأفعال وهم مرتاحو الضمير وهو امر غير سوي بالنسبة للنفس الفطرية السوية التي فطرها الخالق عزوجل علي النظافة والحس والمسئولية. كما ان استعمال تلك الوسيلة الالكترونية في غير حاجة العمل ما هو الا اضاعة للوقت وماهو الا هراء سيحاسب علية في دنياه واخرته ويدخل في دائرة التحذير النبوي كما في الحديث:
' كتب علي ابن آدم نصيبه من الزنا لا محالة, فالعين تزني وزناها النظر, والأذن تزني وزناها السمع, واليد تزني وزناها البطش, والقلب يشتهي ويتمني والفرج يصدق هذا أو يكذبه'. واضافت د. امنة نصير وبالتالي فإن من يبرر لنفسه حتي محادثة اخري عبر الإنترنت بأنه لم يرتكب أي نوع من انواع الزني التي سبق ذكرها غير طبيعي لأن الاعتياد علي تلك الأمور وعلي تلك الحوارات سيتحول بمرور الوقت الي اعتياد مرضي ومفسدة للوقت وللقلب وللنفس.
ومن جانبها اكدت د. هناء ابو شهبة, عميدة كلية الدراسات الأنسانية بجامعة الأزهر سابقا واستاذ علم النفس أن الخيانة موضوع خطير, وآفة اجتماعية جديدة لأن بها درجة كبيرة من الخفاء والسهولة في التواصل, وهي متنفس قد يلجأ له الزوج أو الزوجة في حال الفشل في تحقيق تواصل جيد مع الطرف الآخر أو لمجرد الهروب من مشكلة, أو واقع أليم, وقد تكون أحيانا لمجرد المتعة والرغبة في التجربة والتنوع أو حتي تقليد الآخرين. واضافت د. هناء ابو شهبة ان الخيانة الالكترونية التي تختلف وسائلها هي ليست جريمة واحدة بل عدة جرائم في آن واحد, فمشاهدة الصور والنظر إليها وهو ممنوع وحرام, قد يدفع إلي ارتكاب محرمات أو الوقوع في المعاصي أو الزنا. ولذا يجب أن يعلم المقدم علي هذا الفعل أنه حرام ومعرفة الإنسان بحرمة الفعل من شأنها أن تزجره عن فعله, وقد حذر رسول الله صلي الله عليه وسلم من هذه الخيانة بقوله: إن من شر الناس الرجل يفضي إلي المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها فقالت إحدي النساء: يا رسول الله بعضهن تفعل, فقال: انما مثلها كمثل رجل واقع امرأته علي قارعة الطريق وجعل الناس ينظرون اليهما.
كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
وبالفعل فإن عواقب الخيانة الإلكترونية كثيرة ووخيمة, وتكمن خطورة الخيانة الالكترونية في أنها يمكن أن تحقق إشباعا عاطفيا وجنسيا يغري بالاستمرار; لأنها مرتبطة بالخيال, ويعيش الشخص من خلالها دورا يرغب فيه ولا يجده في حياته الحقيقية, ولذلك كثيرا ما نجد الشخص الممارس للخيانة الالكترونية محبط ومنعزل اجتماعيا. بالأضافة الي تلاشي القدوة الحسنة, ففي الوقت الذي يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما; يضربان أسوأ مثل عندما يكتشف أحد الأبناء خيانة أحد أبويه, وهما أكثر الناس أثرا وتأثيرا في نفسية الأبناء فمن الواجب علي الوالدين تهذيب أنفسهما وكبح جماح رغباتهما وشهواتهما رغم المغريات المحيطة بحكم تطور التكنولوجيا في سبيل تربية أبنائهم تربية صالحة, كما أنه من عواقب الخيانة الإلكترونية أيضا' تضييع حقوق الآخرين, إذ يكفي أن الخيانة تضييع لحق الطرف الآخر الزوج أو الزوجة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت).
كسر حياء البيت المسلم
اكدت د. فايزة خاطر, رئيس قسم العقيدة بكلية الدراسات الأسلامية والعربية بكلية البنات جامعة الزقازيق سابقا وعضو المجلس الأعلي للشئون الأسلامية ان الغرب قد نجح في كسر حياء البيت المسلم فالخيانة الزوجية تبدأ من الدماغ, ومن الخيال بالتحديد, فالرجل أو الفتاة اللذان ينخرطان في علاقة علي الانترنت غالبا ما يتبادلان الصور, والمعلومات الخاصة, والمشاعر, وهذه كلها انتهاكات واضحة للعلاقة الزوجية سواء للرجل أو الفتاة أو لكليهما, فما قد يبدأ كتعارف برئ قد ينتهي بفضيحة كبري. ولأن العقل سيتوقف عن استيعاب هذه الأفكار الخيالية ويطالب بواقع ملموس وحسي, وعندها فقط ستثبت الخيانة, ولكن لماذا ننتظر حتي يصل الأمر إلي العلاقة الجسدية لنصفها بالخيانة, هي خيانة منذ أول كلمة نطلب فيها التعارف علي شخص أخر غير الشريك لأي سبب كان. واضافت د. فايزة خاطر ان الجنس عبر الانترنت أصبح ظاهرة منتشرة وبقوة في السنوات الأخيرة, أصبح قضية عالمية شائكة إلي درجة أن صحيفة' الكوزموبوليتان' الأمريكية طرحت سؤالا فيما إذا يعتبر الجنس عبر الانترنت خيانة زوجية, كنوع من استطلاع الرأي. ودلت نتيجة الاستفتاء علي تضارب الآراء فهناك من يعتبر الأمر خيانة صريحة لزوجته فالانخراط في علاقات مع فتيات علي مواقع الدردشة العامة, لا يخلو من جزئية الخيانة, ولذا فانه يجب علي الحكومات العربية والإسلامية تصفية أو فلترة المواقع الإلكترونية الإباحية, وعلي هذه الحكومات أن تعلم أن الخراب إذا أدرك الأسر, فإنه بسرعة البرق يدرك المجتمعات.
هل تقبله علي ابنائك؟
ومن جانبه اوضح القس د. صفوت البياضي رئيس الطائفة الأنجيلية أن الخيانة الألكترونية في حقيقة الأمر لا تقتصر علي شخص واحد فقط, ولا يمكن أن نجيزها مثلا للرجل دون المرأة, ولا للمرأة دون الرجل, وخطورتها في أنها تغري الشخص بالاستمرار; لأنها مرتبطة بالخيال ويعيش الشخص من خلالها دورا يرغب فيه ولا يجده في حياته الحقيقية الزوجية. وهذا بالطبع يعتبر نوعا من انواع الشذوذ والفراغ العاطفي ويتحول الي واقع مادي نتيجة عدم الأكتفاء بصورة او بأشباع شفوي. اما بالنسبة لمن يتحجج ويبرر لنفسه الأمر بأنة لا يتعدي محادثة عبر الانترنت ونوع من انواع التسلية فقد اضاف د. صفوت البياضي ان القائم بمثل تلك الأمور لا يعي معني الشراكة والزواج ولو فهم لوصل لمرحلة الأشباع الحقيقي ورضي بواقعة كما انه بكل تأكيد لن يقبل نفس الشيء علي زوجتة او ابنائه ويتجاوز دوره كقدوة لنشء جديد. والأمر يجب ألا يستهان بة فالحريق يبدأ بشرارة واحدة واكبر جرائم القتل بدأت ونسجت خيوطها بسبب الكراهية. والانترنت له مميزاتة وعيوبه مثل السكين التي يمكن ان تستخدم بشكل ايجابي في تقطيع الطعام ويمكن ان تستخدم كأداة في القتل.
عواقب الدردشة في المحاكم
إن هناك الكثير من الأسباب الأخري, التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة, مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة, وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر علي شريك حياته, كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات' غير محرمة شرعا', وقد تري بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد' رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت' ليتم الوقوع في شراك الشبكة العنكبوتية.
إن العمل بهذا الأمر لا يعد زنا من حيث المفهوم الشرعي, ولكنه محرم, ومن كبائر الذنوب, ونجد أن الأدلة الشرعية تدل علي تحريم النظر إلي من لا يحل من النساء, وكذلك النظر المقترن بفتنة من المرأة إلي الرجل, وهذا الحكم كما يقول أهل العلم المقصود منه سد ذريعة الوقوع في الفواحش لأنه يستدرج الإنسان من صغائر الذنوب إلي كبائرها.
ولنا ان نتخيل كم القضايا المنظورة امام المحاكم بسبب الأستخدام السييء للزوج او الزوجة للإنترنت فتلك زوجة تقدمت إلي المحكمة بطلب خلع من زوجها بسبب موقع الفيس بوك وتواصله مع اخريات وهذا زوج طلق زوجتة بعد ان دخلت في علاقة مع شخص عبر الإنترنت تطورت الي شيء مشين. طريق الشيطان
وعلي صعيد آخر اكد د. نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الأنسانية سابقا واستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر ان الأسلام وجميع الأديان تؤمن بالشكل والمضمون معا ومعني ذلك انة علينا ان نتقي الله عزوجل في السر والعلانية فكلا الأمرين هام القشرة وايضا الجوهر. وسؤالي هو ما الذي يبتغيه شخص يريد ان يتواصل مع اخري وما هو وجه الأستفادة واليس ذلك يعتبر خيانة للأمانة؟ أن الانترنت سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في الخير ويمكن استخدامه في الشر,ودخلت شبكة الإنترنت كل مجالات الحياة وأصبحت تعد أحد أهم مصادر المعلومات علي الإطلاق. ولقد كان الإنترنت سببا ايضا في تعارف الكثيرين بهدف الزواج والأرتباط ولقد قال الشيخ الشعراوي من قبل ان كل شيء حلالة حلال وحرامة حرام وبالتالي لا يمكن لنا ان نستصدر فتوي بتحريم الإنترنت بشكل عام ولكن يمكننا تحريم الحديث في امور غير شرعية مثل الجنس والحب والعرض الجسدي. واضاف د. نبيل السمالوطي أن ما يمنع الرجل والمرأة من الخيانة الإلكترونية الضمير فإذا ما تحري أحدهما ضميره; فإنه لا يلجأ لمثل تلك الأفعال حتي ولو علي سبيل المتعة. فالخيانة هي خيانة سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو عن طريق اللقاءات الشخصية, أو أي شكل لكنها تأخذ أشكالا وأوجها متعددة, قد تكون ميسرة أكثر, أن يتعلم كيف يلجأ إلي الله عز وجل علي نظرية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون[ الحديد:16]
وننهي بأن الزواج قد سماه الحق في القرآن ميثاقا غليظا واقرأ إن شئت قول الحق تبارك وتعالي في سورة النساء' وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا(21). وبالتالي فلقد اهتم القرآن بإبراز الغايات الروحية من الزواج, وجعلها الدعائم التي يقوم عليها بناء الحياة الزوجية. كما ان الصراحة هي اساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في اقامة دعائم حياة اسرية سليمة خالية من الشكوك والامراض التي قد تهدد كيان الاسرة بالانهيار وننهي حديثنا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم,( إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه).
امنقول من:
منتديات شبيك لبيك