انتخابات مجلس الشعب القادمة في 28 نوفمبر ستكون أهم انتخابات عرفتها مصر منذ عرفت الحياة النيابية عام 1866 أي منذ 146 عاماً.
وللصدفة أن أول جلسة لمجلس نيابي في بلادنا كانت أيضاً في شهر نوفمبر بالتحديد في السادس والعشرين منه وهو مجلس شوري النواب في عهد الخديو اسماعيل ورأسها اسماعيل باشا راغب.. فتري من سيرأس أول جلسة لبرلماننا القادم رقم 31 في حياتنا النيابية؟! هذا البرلمان المنوط به مهام جسيمة تحدد مستقبلنا ومستقبل مصر ومكانتها بين الدول الديمقراطية في العالم.. فهو الذي سيجيز اللجنة التي ستكتب الدستور الجديد بالمواصفات التي طلبها الشعب في ثورة 25 يناير. وهو الذي سيشكل أول حكومة ديمقراطية حقيقية يشكلها من أعطاه شعب مصر الأغلبية. وهو الذي سينتخب في وجوده أول رئيس جمهورية يختاره الناس بحق من بين مرشحين عديدين وبدون تزوير أو تدخل أمني أو غيره.
لهذا أقول إن هذا المجلس هو الأهم في حياتنا للمسئوليات والمهام المنوطة به والتي ستحدد هل ثورة الشعب المصري نجحت بالفعل وهل دماء الشهداء كان لها ثمن مناسب؟!
من هنا علينا أن نعي نحن المصريين أهمية هذا المجلس وأهمية المشاركة وأهمية حسن الاختيار للأعضاء.
لتكن نسبة المشاركة هي الأعلي بل لنشارك جميعاً ولنثبت للعالم أننا متمسكون بنجاح الثورة رغم كل المعوقات والإحباطات التي صنعتها لنا القوي المضادة طوال الثمانية أشهر الماضية.. لنثبت أننا بالفعل تغيرنا ونريد التغيير للأفضل لحياتنا كلها وأننا نستحق الأفضل بالفعل.. أولاً لأننا صبرنا علي الظلم طويلاً. وثانياً لأننا عندما فاض الكيل بنا ثرنا عليه ثورة عارمة شهد لها العالم بها. وثالثاً لأننا قاومنا محاولات أذناب النظام السابق الذين حاولوا أن يحرقوا الأخضر واليابس حولنا ويغرقوننا في المشاكل ليثبتوا أن حكمهم كان الأمثل. وأخيراً لأننا صبرنا علي هذه الظروف ودفعنا ثمن الثورة وثمن الحرية والديمقراطية. لذا نحن جديرون بها.. جديرون بالنجاح وجديرون ببرلمان قوي نختار أفراده بعناية بعيداً عن المرتشين والراشين وبعيداً عن الفلول الذين لابد سيواصلون الفساد.
إنه بحق برلمان التحدي.. تحدي كل الظروف حولنا التي حاولت إفساد الثورة والثوار سواء من الداخل أو من الخارج.. وحاولت الالتفاف عليها وسلبنا الحماس والتأييد لها.
إنه أيضاً البرلمان القدوة للعالم العربي كله الذي انتفض ضد حكامه مقتدياً بالثورة المصرية.. فإذا حققت الثورة المصرية نجاحاً في انتخابات حرة ونزيهة تأتي بنواب حقيقيين أقوياء يمثلون الشعب المصري حق تمثيل فإن هذا لا شك سيكون دعماً قوياً لثورات الربيع العربي التي تقتدي بمصر دائما لتسير علي نفس الطريق.