رحم
الله أسامة بن لادن, والله أحزنني مقتله, ولكن فرحتي بأنه نال الشهادة تخفف وقع
المصيبة, رجلٌ حرٌ أبيٌ قال لأمريكا زعيمة الإرهاب العالمي : لا , وجند نفسه لخدمة
الإسلام, ودفع ثروته كلها لدفع وطرد الاستعمار الأمريكي والإنجليزي عن بلاد
الإسلام, أما غيره ممن كانت أمريكا زعيمة الشر وراعية الإرهاب تشيد بهم فقد جمعوا
المليارات ونهبوا شعوبهم وخانوا بلادهم ووطئوا لأمريكا الأقدام في بلاد العرب
والإسلام. وصدق النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) : (إن بين يدي الساعة سنواتٌ
خداعةٌ يؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها
الصادق, ويتكلم فيها الرويبضة, قالوا : وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال : هو الرجل
التافه يتكلم في أمر العامة) صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وبغير لغة العواطف
تعالوا نزن الأمور بميزانها الصحيح لتتضح الأمور ويتبن وجه الصواب لنا. أمريكا
تقتل الشيخ أسامة بن لادن - رحمه الله - ويبدي الأمريكان فرحًا شديدًا وكأنهم
احتلوا المريخ أو استولوا على خزائن الأرض. جيد لما يقتلونه؟ ولماذا كل هذه
الفرحة؟ تأتينا الإجابة المعهودة : يقولون : لأن الرجل إرهابي وقتل كثيرًا من
الأبرياء, وفجر ودمر وأفسد ووووو جيد ولكن ما هو الإرهاب لنضع له تعريفًا محددًا
هو : إرهاب الغير وإلحاق الأذية به من قتلٍ أو تعذيب أو ترويع بسببٍ غير معقول
كالعنصرية أو الطمع أو فكرة سيئة تؤدي بالإرهابي لفعل ذلك إلخ الأسباب .
ولكن
هل أمريكا حملٌ وديعٌ مظلوم هجم عليها الإرهابيون الوحشين هكذا بلا سبب أو بسبب
مجنون
ماضي
أمريكا وحاضرها ومستقبلها يفيد أنها أعتى الدول الاستعمارية وأفجرها وأظلمها وهي
راعية الإرهاب, ومدبرة الانقلابات في بلاد الدنيا, وحائكة كل المؤمرات الدنيئة,
وهاكم إخواني بعض جرائمها : قتلت ملايين الهنود الحمر واستولت على أراضيهم
وثرواتهم, استعملت القنابل الذرية ضد الآمنين وليس ضد جيش في اليابان, أبادت مئات
الآلاف من الفيتناميين بأسلحة كيماوية محظورة, دمرت العراق بلا ذنبٍ ونهبت خيراته,
دخلت أفغانستان وباكستان واستباحت الآمنين بطائرتها وقتلت مئات الآلاف من المسلمين
الآمنين, وهي من صنعت القاعدة لضرب السوفييت, وكل مؤمرات أمريكا سببها يتلخص في
شيئين لا ثالث لهما الاستيلاء على مخزون النفط والثروة في بلاد الإسلام بعد فرض
الهيمنة العسكرية والاقتصادية على بلاد الإسلام, ثاني شيء القضاء على الإسلام كدين
متميز لأنه يعيق أمريكا عن تنفيذ حلمها الإرهابي للاستيلاء على العالم كله
أما
هجمات سبتمبر فهي من تخطيط السي آي إيه والموساد الإسرائيلي لتنفيذ المخطط المرسوم
بضرب العراق وأفغانستان والإستيلاء على بلاد الإسلام وتركيعها أمام إسرائيل ربيبة
أمريكا وشوكتها في المنطقة
ثم
أمريكا تحتل بلادًا عربية إسلامية وهذه البلاد تقاوم الاستعمار بكل الطرق وهذا حق
مشروع.
فأمريكا
دولة متجبرة متغطرسة أبادت أممًا وشعوبًا, وقتلت ملايين الأطفال, ويتمت آخرين,
ورملت ملايين النساء, ونشرت الفساد في الأرض فمن هو الإرهابي بربكم ابن لادن
الثائر الهادر أم أمريكا اللعينة
إن
أمريكا سوف يتحقق فيها - يومًا ما - ولعله يكون قريبًا قول الله تعالى : (وَإِذَا
أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء : 16]
وتلك
سنة من سنن الله في الكون فما من أمةٍ طغت وتجبرت إلا سلط الله عليها سيف القضاء
وأحل بها الدمار والفناء :سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن
تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً [الأحزاب : 62].
فافرحوا
أيها الأمريكان واقرصوا؛ ولا نامت أعين الجبناء. ولكن اعلموا أن ربكم بالمرصاد.
ورحم
الله شيخ المجاهدين أسامة بن لادن وأخلف على الأمة خيرًا, وإنا لله وإنا إليه
راجعون.
[b][b]