مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا * * * علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلمٍ * * * مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدمِ
أَمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ * * * وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا * * * وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــمِ
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــمٌ * * * ما بين منسجم منه ومضطــــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ * * * ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت * * * به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى * * * مثل البهار على خديك والعنــــــــمِ
يا هل ترى طيف من أهوى فأرقنـــــــي * * * والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة * * * مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتترٍ * * * عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــمِ
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ * * * إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي * * * والشيب أبعد في نصح عن التهـــم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت * * * من جهلها بنذير الشيب والهــــرمِ
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى * * * ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره * * * كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برّدِ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــا * * * كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا * * * إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى * * * حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــمِ
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه * * * إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ * * * وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــةً * * * من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع * * * فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت * * * من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا * * * وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً * * * فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ * * * لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه * * * وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً * * * ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى * * * أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى * * * تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ * * * عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه * * * إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ * * * ـن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ * * * أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته * * * لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــمِ
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه * * * مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــمِ
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ * * * ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم * * * من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ
فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه * * * ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه * * * فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ
دع ما ادعته النصارى في نبيهـــــم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف * * * وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه * * * حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً * * * أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه * * * حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى * * * في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ * * * صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه * * * قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ * * * وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا * * * فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا * * * يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ * * * بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ * * * والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه * * * في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ * * * من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ * * * طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
أبان مولده عن طيب عنصـــــــــره * * * يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــمُ * * * قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ * * * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ * * * عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ