الحمد لله وصلاة وسلاما على رسول الله ومن والاه واستن بسنته واهتدى بهديه وأخذ بسنة خلفائه وعض بنواجذه على ذلك وبعد ... حتى لا يشتت البعض منا تفكيره ويتعب نفسه سائلا : ما هذا المذهب القرآني . فأقول : إنه مذهب شيطاني أوحى به إبليس إلى شرذمة من عملائه من أهل الأهواء والبدع والزيغ والضلال ممن تقاذفتهم أمواج التبشير والتنصير؛ فعملوا تحت سقف العمالة الصليبية والحملات التبشيرية التي تستهدف المسلمين في أعز شيء عندهم ألا وهو دينهم الحنيف؛ ولكنهم لا يستطيعون البوح بمكنون مخططهم هكذا, ولا يظهرون هذا الحقد جملةً واحدةً ولكن يصوبون سهامهم على السنة, وما أدراكم إخواني الأحبة ما السنة؟ إنها محيط زاخر وبحر عجاج من أقوال الرسول الكريم, وسجل عظيم حوى كنوزا من المعارف لا يخفى على الذكي نفاستها, ولا على اللبيب ثراؤها وقيمتها, إنها ثاني مصدر من مصادر التشريع الإسلامي.
وإذا أسقطنا سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل سواد عيون هؤلاء ضاع الإسلام وانهدم بنيانه - لا قدر الله -.
وأتذكر الآن كلام المستشرق الإيطالي مرجليوث قال عن السنة وطريقة جمع الحديث عند المسلمين - رغم عدائه للإسلام وتوفر الدواعي عنده للكيد له - : فليفخر المسلمون ما شاءوا بحديث نبيهم .
وهؤلاء القوم المسمون بالقرآنيين وظهورهم على الساحة الآن والله إنه لشاهد صدق على صحة السنة, ودليل يدعمها لا ينقضها؛ فظهورهم من دلائل الإعجاز في كلام من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه, ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه, ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحلوه, وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرموه. ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي, ولا كل ذي ناب من السباع, ألا ولا لقطة من مال معاهد؛ إلا أن يستغني عنها صاحبها. ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروهم؛ فان لم يقروهم فلهم أن يعقبوهم بمثل قراهم. (والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده, والطبراني في مسند الشاميين)
وهذه الأخبار الواردة في السنة من تشريع تهذيب وأخلاق وأيضا ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أخبر صدقها الواقع وكانت سببا لدخول كثير من أهل الكتاب في الإسلام؛ ألا تكفي كل هذه لكي يعود هؤلاء إلى رشدهم ويتقوا ربهم .
أخي المؤمن بالله, اتق الله وآمن حقا ولا تتبع هواك فيضلك عن سبيل الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين